Razones por las que Dios no existe أسباب عدم وجود الله Reasons why God does not exist - <center> Fénix Traducción فينيق ترجمة Phoenix Translation </center> Fénix Traducción فينيق ترجمة Phoenix Translation : Razones por las que Dios no existe أسباب عدم وجود الله Reasons why God does not exist

2009-09-13

Razones por las que Dios no existe أسباب عدم وجود الله Reasons why God does not exist


Existen diversas razones por las cuales las personas declaran creer en Dios, tan diversas como creyentes hay. Pero estas explicaciones probablemente están dadas por denominadores comunes que las sustentan o, para decirlo más claramente, conceptos generadores, que se pueden traducir en: el anhelo de trascender más allá de la propia existencia; el deseo de encontrar una causalidad en todo lo que resulta azaroso; el miedo a los fenómenos desconocidos y/o la incapacidad para explicarlos racionalmente; la necesidad de contar con un basamento moral; el deseo de pertenencia y el entorno sociocultural.
Sin embargo, lo que sucede con algunas personas que se declaran creyentes es que, lisa y llanamente, jamás se han detenido a pensar si Dios existe o no. En ellas simplemente ha primado la adopción de la tradición familiar, sin mediar un deseo expreso o un análisis a conciencia de la base de sus creencias. Pero las hay otras que sí se animan a analizar el problema de la existencia de Dios y, muchas de ellas, se convierten en ateas, y el ateo no es ni más ni menos que la persona que niega la existencia de Dios
Leer el resto, aquí
http://www.taringa.net/posts/info/4205145/Razones-por-las-que-Dios-no-existe.html
 


 
مدخل

يوجد عدد من الأسباب التي قد تدعو الكثير من الاشخاص للتصريح بايمانهم بالله ومهما تنوّعت يافطاتهم الإيمانيّة على امتداد العالم اليوم. يمكن أن تتسم تلك الأسباب بالعموم بالآتي: 
 
الرغبة في التسامي الوجوديّ، الرغبة بالعثور على مسبب لكل شيء، الخوف من الظواهر الغامضة و/أو عدم القدرة على فهمها منطقياً، الاحتياج لقاعدة بناء اخلاقي والرغبة بالانتماء لمحيط ثقافي اجتماعي معيّن.

لا تُفكّر غالبيّة المؤمنين بمسألة إن يكن الله موجود أو لا. حيث يتسم الإيمان، عموما ودون تعميم، بالوراثة والارتكاز على بديهيات قداسيّة لا تخضع للمساءلة. 
 
لكن يوجد بشر يحبون نقاش وجود الله؛ وقد يتحول كثيرون منهم إلى الإلحاد أو اللادينية، فالملحد ليس إلاّ شخص يرفض الإيمان بالله / الإله، سواء وُجِدَ أو لا، نقاش وجود الله مشروع وقديم قِدَمْ ظهور فكرة الله ذاتها.

الغرض من هذا الموضوع
 
 توفير بعض الأسباب الفلسفيّة للمدافعين عن فكرة عدم وجود الله. حيث تتأسّس تلك الاسباب على طروحات تتصل بعدم وجود الله وليس بطروحات تدحض وجوده، لأنّ حمل الاثبات على وجوده يقع على من يؤكد الوجود لا على من يرفضه. 

يجب على المؤمن، وحده، تحمُّل مسؤولية إثبات وجود الله.
 
إليكم الأسباب، على التوالي:


1- مشكلة الشرّ

1.1- برهان أبيقور

2.1-  إله لا مبالي

3.1- يُلغى بالتقتير (التوفير، الاقتصاد) ويرتكز على مبدأ موس أوكام.


2- وجود الكون

1.2- مشكلة تعقيد الكون

2.2- إلغاء فرضيات توضيحية

3.2- من لا شيء

4.2- من الله

5.2- الله من لا شيء 

6.2- لا يوجد مشكلة كتلك.
 

3- مشكلة الخلق

1.3- ما الذي نريد قوله، عندما نقول ما نقول

2.3- الله خالق

3.3- مشكلة خلق الزمن

4.3- لا يمكن لله أن يخلق

5.3- لا يمكن لله التواجُدْ


4- اللازمنيّة

1.4- الله اللازمنيّ

2.4- تحصل الحوادث  في الزمن

3.4- تتفاقم المشكلة، لا يتمكّن الله من الخلق


5- حريّة الإرادة

1.5- استحالة الخضوع

2.5- لا تتوافق الإرادة الحرّة مع وجود الله

3.5- متوجّبات إضافيّة.


4.5- المزيد من المتوجّبات الإضافيّة.


6- صفات غير متوافقة

1.6- مطلق العدل، مطلق الرحمة

2.6- الخالق الكامل غير موجود

3.6- المطلقات تستدعي التناقضات

4.6- الثابت الذي يتغير


7- برهان خاص بعلم الانسان

1.7- واحد أو كثير

2.7- واحد لكن كثير

3.7- يتكلم الله، لكن بأشياء مختلفة

4.7- يُثبت وجود الاديان عدم وجود الله

5.7- الدين ظاهرة بشرية.
 



الإثبات الاول (على عدم وجود الإله / الله) مبني على طرح أبيقور منذ 2300 عام ويسمى "برهان أبيقور أو قياس أبيقور"، والذي ينصّ على: 
 
1.1- برهان أبيقور

1-إن يكن الله كليّ القدرة يمكنه إلغاء الشرّ

2- لو يكن الله خيّراً فهو يريد إلغاء الشرّ

3- فيما لو يكن الله خيّر بصورة مطلقة بالتالي لن يوجد أثر للشرّ.

4- لكن، الشرّ موجود.

5- إن لا يتمكّن الله من إلغاء الشرّ، إذاً هو غير قادر

6- إن لا يرغب الله بإلغاء الشرّ، بالتالي، هو شرير

7- مما تقدّم، نجد أنّ الله ليس كليّ القدرة، أو حسناً، هو غير خيِّر.

إلى هنا، لا يُثبت البرهان عدم وجود الله، لأنّ:

1-  الله شرير أو خيّرعملياً.

2- ربما، الله  محدود القدرة والتشاعر.

3- قد لا يعبأ الله بآلامنا.


2.1- إله لا مبالي


فيما لو نأخذ بعين الاعتبار النقطتين الأوليتين أعلاه، تظلّ المشكلة دون حلّ لأن الله خيّر والله كليّ القدرة مُستبعدة بالتبادل بسبب وجود الشرّ، ومن غير الممكن تحديد أي واحدة من النقطتين الصحيحة. بالتالي، سنرى النقطة الثالثة حيث تشكّل حل كامل. لكن عند الاخذ بعين الاعتبار للنقطة الثالثة، ستحملنا لطرح التساؤل: 
 

كيف يمكن أن يتصف الله باللامبالاة على هذا النحو؟


لنقم بتحليل الواقع يوم بيوم، حيث يمكننا ملاحظة وجود ناس تؤكد أن الله، نعم، يتدخل في قضايا بشرية كالاستجابة للابتهالات؛ لكن بذات الوقت، نُدرِكُ بأن هكذا أجوبة مفترضة يمكن تفسيرها دون اللجوء للتدخل الإلهي. فهم يستنتجون خلاصات مؤسسة على محاكمات مخطئة من نمط "قد مضى هذا، لاحقاً قد مضى هذا الآخر، بالتالي الأول سبب للثاني"، أو مثال أوضح مألوف جداً "لقد آلمني رأسي، صليّت لله وقد شفاني"!! يوجد كلام لا إثبات على أنّ شيء مسبّب لشيء آخر، كمثال، يمكن أن ينسى المتكلم أنه قد تناول حبّة اسبرين، أو لا يعرف أن الألم دوريّ في حالته، وهكذا، يمكن تقديم تفسيرات كثيرة للسبب أو للمشكلة.

يمكننا قول ذات الشيء حول ما يسمى "معجزات". المعجزات عبارة عن كسر للنظام الطبيعي، توقف أو نقض لعمل القوانين الفيزيائية، أو يمكن تعريفها بالعموم "كتدخُّل إلهي مباشر". في العمق، عندما يُقال أنه قد حدثت ظاهرة تستلزم تدخل إلهي (أو نقض القوانين الفيزيائية) كتفسير لظاهرة، لا يمكننا معرفة مَنْ قد سببها في الواقع. يحدث هذا على الشكل التالي:


1- قد حدثت ظاهرة كتلك

2- تظهر لي كحدث فوق العادة وغير مألوف

3- لم أعثر على تفسير طبيعي أو منطقي

4- بالتالي، المسبب هو الله بالضرورة.


الظاهرة المشار لها في 1 ليست ظاهرة حقيقية (واقعية) بالضرورة، يكفي أن يعتبرها المتكلم هكذا، بالتالي، لا يمتلك اعتباره أيّة أهمية ليتحول إلى برهان على ما هو واقعي وما هو محض خيال، فجلّ ما يهمه هو القول بأنّ تلك الظاهرة عبارة عن معجزة.عندما نتكلم عن "معجزة"، فنحن نعترف بجلهنا بداية، لأننا لا نمتلك كل التفاصيل ولا نمتلك كل التفسيرات. يشكّل اللجوء للتدخل الإلهي واعتباره التفسير الوحيد شأن متعجّل (متهوّر) ويعكس حبّ بعض البشر للتفسيرات الجاهزة، دون تعب وتفكير، للوصول لأوضح التفاسير أو التفسيرات!
 
 
ما الذي يقوله لنا هذا وفق النقطة 3 (قد لا يعبأ الله بآلامنا)؟


يقول بأنّ الله الموجود لا يتدخل بأية قضية بشرية ولا في الطبيعة. أي خلق الله الكون ووضعه قيد العمل، أقرّ قوانينه وتركه يتقدم من حسابه الخاص. هذه الفكرة ليست غريبة، بل يدعمها كثير من المؤمنين. يؤمن المؤمنون الألوهيون بوجود الله كعامل باديء للكون فقط ولا شيء أكثر. يمكن اقتفاء أثرهذه الفكرة في التاريخ منذ زمن أريسطو طاليس، بالتالي، ليست جديدة، وبكل تأكيد، قد لاقت رواجاً خلال حقبة تاريخية سميت "الأنوار" (نهايات القرن الثامن عشر) مع توماس بين صاحب شعار "عقلي هو كنيستي!".


3.1- يُلغى بالتقتير / مبدأ موس أوكام


كيف يمكن إثبات وجود الله، بوصفه نسخة غير متكررة، وفق فرضيّة أو اقتراح  الألوهيين؟ 

لا يمكننا حمل الله وإجباره على خلق أكوان، بذات الصيغة، التي من المفترض أنه قد فعلها مع كوننا. لا يمكننا إجبار الله على التدخل في الكون، لأن هذا، ينقض الفرضية المطروحة مباشرة.
 
بالتالي، يُستبعد الافتراض المتصل بمبدأ التقتير، الذي يُستخدم لالغاء فرضية إدخال ذوات لا يمكن تفسيرها. بكلمات أخرى، الله الألوهي، أو الله الغير عابيء بالمطلق، عبارة عن تفسير لا يُفسِّر شيء.

يجب أن يدفعنا، هذا، للإقرار بعدم وجود الله كخلاصة. 
 
فيما لو نتناول هذه الخلاصة كفرضية، نظراً لوجود توافق مع ما ورد حتى الآن:
 
 يتواجد  الشرّ دون مشاكل حيث لا شيء يوقفه عند حدّه، لا تشكّل الابتهالات استجابات لأحد، ما أسميناه معجزات هو جهلنا بأسبابها، وهو ما يجب أن يدفعنا إلى متابعة بحثنا حتى العثور على الاسباب الطبيعية لتلك الظواهر.


2- وجود الكون


1.2- مشكلة تعقيد الكون


 عندما نُراقب ليلة مقمرة، عندما نرى كيف تنمو نباتات الحقول ..الخ: تسبّب لنا كل هذه الاشياء الدهشة. تساءل الكائن البشريّ منذ أزمنة سحيقة، كيف ظهرت أشياء مدهشة كتلك؟. 

من هنا، يتأكّد تعقيد الكون وهو ما يعني أنه صعب الفهم، بل يبدو أحياناً غير مفهوم كلياً، ذهب بعض البشر بعيداً، فاقترح التفسير التالي لتعقيد الكون: 
 
هناك من وضع هذا الكون بكلّ ما فيه من إدهاش!!


2.2- الغاء فرضيات توضيحية


يحلّ الألوهي  مشكلة وجود الكون بقوله: 
 
 الكون معقد ولا يمكن أن ينشأ لوحده، لا يمكن أن يخرج من لا شيء، قد خلقه أحد ما، وهذا الأحد هو الإله أو الله. 

كيف يمكن تقييم هذا الطرح؟ 

يُلغي هذا الطرح الألوهي فرضيتين، هما:

الفرضية الأولى: لا يمكن أن يصنع الكون نفسه
 
الفرضية الثانية: لا يمكنه الخروج من لاشيء.


3.2- من لا شيء


لأجل رفض ظهور الكون من اللاشيء، يُستخدم مبدأ يقول "من لاشيء: لا يظهر شيء" وقد يبدو هذا المبدأ بسيط نسبياً.


مع ذلك، فيما لو نقم بتحليل هذا المبدأ، فستعترضنا العديد من المشاكل:


يفترض تعبير "من لا شيء"  أن يشكّل "اللاشيء" شكل ما لأصل مسبب أو سبب، ما قوله، أنه يمكن أن يُشكّلَ سبباً لشيء (كما لو أننا نقول "الضوء يصدر عن المصباح") أو ممكن أن يخرج من "لا شيء" أشياء (كقولنا "يخرج المسافرون  من المطار"). 

يعني  "اللا شيء"، ببساطة، "الغياب لكل شيء"، بالتالي، ليست أصل سببي وليست مكان. 

اذا لا يمكننا استخدام تعبير "من لا شيء" بصورة حرفيّة، بالتالي، لا يمتلك هذا التعبير أيّ معنى. أو يفتقر للمعنى ببساطة. لكننا نفترض بأنّ له معنى. 

 لننتبه إلى معنى أو تعريف "اللا شيء": غياب كل شيء، يشير هذا لأن "اللا شيء" يشكّل حالة، حالة غير خاضعة للملاحظة!! بالتالي، لا يمكننا معرفة فيما لو يكن هذا المبدأ صحيح أو مخطيء. 

لا تنحصر القضيّة بخطأ التعبير فقط، بل بعدم إمكان تقويمه بنعم أو بلا. لا أحد قد عزل ذات مرّة قليل من "اللا شيء" ليتمكن من اختباره، لا نعرف، فعلياً، إن يظهرمن اللا شيء  شيء أو لا يظهر، أو فيما لو يظهر كل شيء من اللا شيء. 
 
لا نعرف ببساطة.


4.2- من الله


يظهر الله كحلّ لمشكلة وجود الكون، حيث يحتاج خلق كون معقّد لكائن ذكي.

 لنرى إلى أين يقودنا هذا.

فيما لو خلق الكون وما فيه كائن ذكيّ، فسيتمتع هذا الكائن الذكي بتعقيد مكافيء أو يزيد عن تعقيد العالم المخلوق من قبله. 

بالتالي، الله ذو تعقيد مُكافيء لتعقيد الكون أو أكثر تعقيد منه، أهو تفسير جيد؟

لا، ليس كذلك. 

بالعكس، هو تفسير سيء للغاية. لأنه يُعقّد المشكلة أكثر. 

فالله ليس في المُتنَاوَلْ. لكن، الكون هنا ويمكننا استخلاص المعلومة منه مباشرة؛ ولا يحدث هذا مع الله. 

يوجد صيغة أخرى لاعتبار الله تفسير سيء لخلق الكون: 
 
تتمثّل باللجوء لمبدأ التقتير (موس أوكام) مرة أخرى، نكرر ما يقوله المبدأ: 
 
فرضيتان تبادليتان متنافيتان فيما بينهما (هذا معناه أنه فيما لو تكن فرضية منهما صحيحة، فالأخرى خاطئة والعكس بالعكس) وتفسران كلتاهما الكمّ ذاته من الحوادث، فالفرضية "الأقل تعقيد" هي الفرضية الأكثر قبول.
 
 فرضية أقل تعقيد من أخرى: هي التي تفترض أو تستلزم عناصر وعلاقات جديدة أقل لأجل تفسير ظاهرة أو حادث. 
 
نستخدم هذا المبدأ، جميعاً، دون انتباه. 
 
كمثال، حين تتحرى قوى الامن حول عملية قتل، لن يزعجها البحث فيما لو أمكن لكائن من خارج الأرض قد أتى من سلسلة "نجوم قنطوري ألفا" لارتكاب الجريمة، لكن هذه الفرضية تحتاج لإثبات وجود كائنات تسكن هذه السلسلة من النجوم أولاً، ما يعني أنّ هذه الفرضية أكثر تعقيداً من الفرضية التي تعتبر ببساطة بأن القاتل ربما هو شخص يعيش في الأرض.
 
سبب إدخال الفرضية الألوهية: عدم قبول أن الاشياء "تُصنع من حسابها ذاتها دون تدخل شيء آخر".  
 
الآن، حسناً، فيما لو نرفض أن الاشياء تُصنع من حسابها الخاص، فنحن بمواجهة السؤال الحتميّ التالي:
 

من أين خرج / ظهر الله؟


بالاعتماد على مبدأ التقتير / موس أوكام، توجد فرضيتان متنافيتان بين بعضهما:

آ: الله موجود وقد خلق الكون.

ب: الكون قد صنع نفسه دون تدخل شيء.

 يُفسّرُ آ ما يُفسّرهُ ب، يعطينا كليهما قصة لوجود الكون. يُدخِلُ آ عنصراً جديداً هو (الله) وعلاقة جديدة (خلق). بينما لا يُدخِلُ ب شيئاً جديداً. 

بالتالي، آ  أكثر تعقيد من ب، إذاً، حين نطبّق مبدأ التقتير (موس أوكام) سيتوجب علينا قبول أن الفرضية ب ذات تفسير أفضل من تفسير الفرضية آ.


5.2- الله من لا شيء


 لنفترض أننا لا نتبنى القول "بوجوب قيام كائن ذكي بصنع شيء معقد". سنأخذ بعين الاعتبار العكس لأجل عدم الوقوع بذات المشكلة السابقة.
سنقول بأن تعقيد الكون، نعم، يمكن أن ينتج من شيء أقل تعقيداً أو مباشرة من شيء شديد البساطة. المثير للسخرية أن هذه الفرضية مؤكدة علمياً الآن بالضبط، حيث نراها من خلال الكثير من الاكتشافات، التي توصلنا إليها خلال زمن ملاحظة الطبيعة الطويل، والتفسير عبر الانتقاء الطبيعي.


6.2- لا يوجد مشكلة كتلك


نبدأ هذا الإثبات باعتبار أن وجود الكون يحتاج تفسيراً؛ ويجب أن يأخذ هذا التفسير تعقيد الكون بالحسبان، ذاك التعقيد الذي يسبب لنا الدهشة. 
 
لكن واقعياً، الكون معقد يا هل تًرى؟

لنقم بتحليل ما نلاحظه في الكون، ولنبدأ من واقعنا اليوميّ في مدينة. 

المدينة كيان معقّد بكامل إنشاءاتها وطرقها وسكّانها، لكن بالتدقيق بإنشاءاتها سنجدها عبارة عن "أكوام من الطوب المتلاصقة"، كالبيت مثلاً .. فأيّ بيت عبارة عن مجموعة من الجدران، والجدران بدورها عبارة عن طوب متوضعة بعضها فوق بعضها الآخر، هكذا، يمكننا متابعة ملاحظة كل شيء سنجده في المدينة، بالنهاية سنصل للخلاصة التي تقول بأن الاشياء المعقدة مصنوعة من أشياء أبسط.
 
ربما يمكن الاعتراض على هذا المثال، لأنّ ما فيه صنع يد بشرية. 
 
مع ذلك يمكن أن تتكوّن الاشياء الطبيعية المعقدة أيضاً من أشياء أكثر بساطة. حيث يكافيء الطوب في المثال السابق البنية الجزيئية والجزيئات، والتي تتكوَّن، بدورها، من ذرات.

حسناً، فيما لو يكن ممكناً تصنيع أشكال لانهائية من الطوب، يمكننا تصنيع كمّ محدد من أشكال الجزيئات فقط، والتي بإمكانها التشكُّل اعتبارا من 92 نوع من الذرات الطبيعية، والتي تتشكَّل بدورها من ثلاث أنواع من الأجزاء (بروتونات، نترونات وإلكترونات ...)، التي ترتبط ببعضها عبر أربع قوى أساسية فقط. 

يقول لنا كل هذا بأن كل الكون مصنوع من أشياء بسيطة، وكلما نبحث سنعثر على الأبسط. يوحي هذا، بدوره، إلى احتمال ظهور الكون ذاته من شيء شديد البساطة. 
 
يتوجب علينا الحذر مع خطّ التفكير هذا، كي لا نرتكب خطأ جسيم (إرتكاب خداع "الكلّ بالأجزاء") لكن، حتى الآن، يبدو مفيداً جداً لنا.

وما صلة هذا بالله؟

فيما لم تُستنتجُ بساطة الكون، مما تقدَّم، وأن التعقيد، الذي نراه فيه، ليس سوى تراكم لأشياء بسيطة:
 
بالتالي، لن يتواجد الله كما يقترحه الألوهي، والذي بالتعريف، هو شديد التعقيد، وذاك الله ذكيّ وذو إرادة ويلبي ابتهالات ويسنّ لنا قوانين ويكتب الكتب ولديه أبناء حتى. لا شيء من هذا، يمكن أن يوحيه ظهور التعقيد في الكون.


3- مشكلة الخلق


1.3- ما الذي نريد قوله عندما نقول ما نقول


نادراً، ما نُركّز بمفاهيم نستخدمها بصورة اعتيادية يومياً. ولا يشكّل هذا مشكلة خطيرة في نشاطنا اليومي، حيث يمكننا المحافظة بالقدرة على التواصل بشروحات أقلّ. لقد استطاع الكائن البشري تطوير تلك القدرة من خلال نقل وفهم أفكار معقدة. تُستخدم هذه القدرة على فهم الأفكار المعقدة لنشر تلك الافكار والعكس بالعكس.
 
  إيصال المفاهيم، بدقّة، هو أمر مطلوب بحقول محددة، وهنا، يكتسب معنى المفاهيم، بدوره، أهمية كبرى. هذا هو حال العلوم، التي، في كثير من المرات، يجري غضّ النظر عن اللغة الطبيعية فيها واستبدالها بلغة رياضية ذات غموض أقلّ ودقّة أكبر، هكذا، تماماً، تضع الفلسفة كثير من الشروحات لمعنى الكلمات، عندما تنقل أفكاراً فلسفيةً بدقّة، لأنها تدرس إلزامات (مضامين)، قد تمتلكها تلك الافكار.
 
  من الضروريّ، بهذه الطريقة، توخي الدقّة فيما نتكلم، عندما نتكلم. لذلك ظهرت قواميس اللغة، والتي تحتوي على معاني مقبولة، بالعموم، في الإستخدام اليومي. 

الموضوع الذي يشغلنا، في هذا المقال، هو وجود الله: 
 
علماً أنه لم يتم تقديم تعريف موثوق، حتى الآن، لله.  
 
لكن، كيف سيفهم القاريء حول ماذا نتكلم، عندما نتكلم عن الله؟  
 
يبدو أن القاريء قد حصر تفكيره بمعنى كلمة "الله أو الإله"؟
 

  الله، بحسب القاموس، هو: 
 
"كائن، يُعتبر صانع للكون، بحسب الأديان التوحيدية". 
 
ضمن هذا الإطار، من المؤكد وجود مفاهيم قد استعملناها وحللناها أعلاه، بإمكان القاريء حصر تفكيره حول هذا المعنى واتخاذ الموقف المؤيد أو المناهض له. 
 
تطرح القواميس الإستعمال الأكثر شيوعاً للكلمات، هذا لا يريد القول بأن القاموس يصنع المعنى، بل يضع كلمات عامة الفهم من قبل الناس عند سماعها أو قراءتها بشكل خاص فقط. فالمعنى، يعطيه الإستخدام لا القاموس.
 
سيتفق شخص مؤمن موحّد مع المعنى القاموسيّ لله، سيرى بأن الله صانع للكون بين أشياء أخرى، بحسب اعتقاده الخاص؛ لكن لا يتبقى شكّ بأننا كلنا نفهم بأن الله هو الخالق الذي قد عمل أو صنع الكون.


هل يعني هذا بأن الله قد عمل الكون وهو خالقه؟


كلاااااا. ليس على هذا النحو. 
 
يشير، فقط، إلى أنه فيما لو نلتقي، مستقبلاً، مع كائن خالق للكون فهو الله، بذات الطريقة، التي نرى من خلالها حيواناً شديد الشبه بالحصان ولديه قرن من ذهب بجبهته، وهو ما يدفعنا لتسمية هذا الحيوان"وحيد القرن".


2.3- الله الخالق 


يمكن تقديم الله بوصفه العامل الخالق للكون. 
 
بشكل مستقل عن ماهية الصفات الأخرى، التي يمنحها الألوهيون لله، ضروريّ اعتبار الله هو ذاك العامل الخالق للكون، لكي نتمكن من تسميته "الله". 
 
من السهل فهم أن الخالق مختلف عن خلقه، بطريقة مشابهة لخلق الرسام لعمل فني، فمن المُحال القول بأن اللوحة الفنيّة هي الرسام!! ويوجد كثير من الامثلة بهذا الاطار.
 
لدينا على الأقل فهمين منفصلين:
 
 الله والكون .. الله العامل الخالق للكون. هكذا يفهمه الألوهيون وهو معنى كلمة "الله" في القاموس.
 
من جانب آخر، لكي يكون الكون كوناً، يجب أن يحتوي على الزمان والمكان وكل الاشياء المُشار إليها أعلاه. 
 
لا يوجد كون دون زمن. 
 
لا يمتلك الكون معنى فيما لو لا يتم إدراج الزمن بسياقه. 
 
فلم تكن لتحدث الحوادث، بالتالي، لم تكن لتحصل الوقائع، وتالياً، لن تتشكل المجرات ولا النجوم ولا الكواكب ونحن ذاتنا نعيش بواحد منها.


3.3- مشكلة خلق الزمن


حين يتضمن الكون الزمن، كجزء تكويني وأساسي له، نجد أيضاً أن حادث الخلق، كما كل حادث، يحدث في الزمن، يعني هذا بأن الخلق هو فعل، وفعل يعرّف بدقة، كفعل يحدث في الزمن، بتعبير آخر، لكي يحدث فعل، يُعتبر وجود الزمن شرط ضروري.

مما سلف، يُستنتج بأن الله خالق الكون، وبالضرورة، هو خالق للزمن أيضاً. 
 
لكن، أهذا ممكن؟


4.3- لا يمكن لله أن يخلق


الله خالق الكون، بالتالي، قد نفّذ فعلاً هو الخلق. 
 
لكن يتضمن الكون الزمن كما رأينا سابقاً، بالتالي، خلق الله الزمن، لكن فيما لو يكن قد خلقه ما قوله أن الزمن لم يكن موجود سابقاً، بالواقع، لا يمكننا قبول أنه قد وجدت لحظة سابقة لخلق الزمن لأنه بالضبط لا يوجد زمن تتحدد به تلك "اللحظة السابقة". 

كمن يحاول الذهاب للقطب الجنوبي من مكان هو جنوب القطب الجنوبي!! فمكان كذاك غير موجود ولا يمكنه الوجود، بذات الطريقة، لا يمكن العثورعلى لحظة سابقة للزمن ذاته.
 
نجد أنفسنا أمام استحالة. يُنفِّذُ الله فعلاً، حيث لا يوجد زمن، وهو أمر مستحيل للأسباب المذكورة أعلاه.


بالتالي، لا إمكانيّة لوجود الله.


قد يرى القاريء اللطيف وجود تناقض ظاهر بما انتهى من قرائته للتوّ: 
 
كيف بإمكان الله خلق الكون، وبذات الوقت، لا يمكنه خلق الزمن؟. 

التناقض ظاهر؟

 ويتوجب ظهوره، لأنه سيدعو للتفكير بأن التعريف هو تأكيد، بينما في الواقع، هو ليس كذلك. فالتعريفات ليست تأكيدات، ليست أشياء يمكنها التأكيد، هي توافقات وأوصاف تسمح بمعرفة مصطلحات، تمتلك تلك المصطلحات، أحياناً، اتصالاً حقيقياً، وفي أحيان أخرى، اتصالاً مُتخيّلاً، بالمفاهيم.
 
لفهم أفضل للفرق بين التعريف والتأكيد سأضع مثالاً. 
 
رئيس يقول لسكرتيره بأن يجلب له "الملف رقم 22 من الدرج"، تحدد هذه الجملة هدف خاص حول ملف برقم 22 موجود في الدرج، ليس الملف رقم 21 وليس الملف رقم 23، هو بالضبط، الملف المحدد برقم 22 إضافة لكونه في الدرج.
 
 نفترض بأن السكرتير قد واجه المشكلة التالية: 
 
الملفات التي في الدرج غير مرقمة، وبالواقع، هي ملفات لها أسماء لا تتضمن أرقام. 
 
 هل معنى هذا، أن الرئيس قد أعطى تأكيداً مغلوطاً؟
 
 كلا. فهو لم يؤكد بأن ملفاً كهذا موجود. الذي قد حصل هو أن الرئيس قد عرّف الغرض الغير موجود وغير القابل للوجود.
 
 وفق تلك المعطيات، ووفق ظروف المثال، يستحيل وجود الملف ذو الرقم 22 في الدرج، لكن، بالإمكان وضع تعريف لهذا الملف بالتمام والكامل.

بطريقة مشابهة، بالإمكان تعريف كائن صانع للكون، بالتمام والكمال؛ وإثبات أن كائن كهذا غير موجود ولا يمكن وجوده، بوقت لاحق. 

يمكن لأيّ شخص تعريف ما يشاء، وبالصيغة التي يرغبها، لكن هذا لا يريد القول بأن هذا الشيء المعرّف موجود في الواقع.

لهذا لا يوجد تناقض في البرهان المقدّم.


5.3- لا يمكن لله التواجُدْ


  نكتب البرهان الاخير، على الشكل التالي:


1- يقتضي الخلق وجود لحظة، لم يكن الغرض المخلوق موجود فيها.

2- الله خالق الزمن.

3- يستلزم خلق الزمن لحظة، لم يكن الزمن مخلوقاً خلالها.

4- يستلزم خلق الزمن لحظة من الزمن، لم يحضر زمن خلالها.

5- خلق الزمن مستحيل.

6- من غير الممكن خلق الزمن.

7- إذاً، لا يمكن لله التواجُدْ.


4-اللا زمنية


من المفترض أنه يمكن تعريف "الله" بطرق مختلفة وحتى بصيغ مُستحيلة. لن نحصر النقاش بتعريفات "طفولية" أو "مضللة" مثل "دييغو مارادونا هو الله" ولو أن هذه العبارة، بالعمق، لا تريد قول ما قالته حرفياً، بل الأفضل القول "يُعبَدُ دييغو مارادونا كما لو أنه الله" وليس "دييغو مارادونا صانع الكون" مثلاً.
 
من جانب آخر، يوجد تعريفات مناسبة، وظيفياً، للبرهان المقدم سابقاً كمحاولة لحلّ مشكلة خلق الزمن. يُشار، هنا، إلى خاصيّة اللازمنية الممنوحة لله.


1.4- الله اللازمني


  إذاً، يقول لنا هذا أن الله "الكائن اللازمني الصانع للكون". نفترض هنا أنه مع اللازمنية، يُراد القول بأن الله، لا يحتاج الزمن لتحقيق أفعاله. كما قلت سابقاً، يظهر لي مناسب تحليل هذا الواقع ورؤية ما ينتج منه.
 
يريد اللازمني القول بأنه خارج الزمن وأن الزمن لا يؤثر فيه (لكن لا يريد القول "أن لا يمتلك زمناً"). بالتالي، نفترض أنّ الله، هكذا، سيخلق الكون دون الحاجة لوجود زمن، لكن هل هذا صحيح؟


2.4- تحصل الحوادث في الزمن


تكمن المشكلة في "صنع" مثل "خلق" ومثل كل الأفعال (قواعدياً) التي تصف أفعال (حوادث) وهذه الافعال تحدث في الزمن وتفتقر دونه للمعنى بالكلام عن فعل، وبالتالي، تطبيق أي فعل (قواعدي) غير قابل للتطبيق

أكون غير قادر على تخيُّل فعل لا يشير لتعاقب زمني ما (ما قوله ماضي، حاضر ومستقبل) وأشجع القاريء على تخيُّل هذا الأمر. 

أيضاَ في أشياء مثل "الموت"، تشير لأنه بلحظة ما من الماضي، مَنْ يموت، قد كان حياً. وعند القول "لحظة ما" نحتاج لوجود الزمن. أو بأيّ شيء يشغلنا الآن، نحتاج الزمن لوصف فعل، وبالتالي، لتنفيذه. من المؤكد، إذاً، بأن الافعال تحصل في الزمن.


  "خَلَقَ" و"صَنَعَ" فعلان، بالتالي، يحتاجان الزمن ليُنجزا.


3.4- تتفاقم المشكلة، لا يتمكّن الله من الخلق


يمكننا الاستنتاج مما سبق، أن الله لازمني لا يؤثر مطلقاً بواقع يمكنه خلق أو صنع الكون، ليس كوننا فقط، بل كل كون يتضمن الزمن، والذي دونه، لا يمكننا تسميته "كون".

يحتاج الله أيضاً الزمن على الرغم من أنه ذاته لازمني. 
 
بالتالي، ومن جديد، هو غير قادر على الخلق، إذاً، يمكننا القول بأنه لا وجود لكائن لازمني وخالق للكون. أي، الله غير موجود ولا يمكنه التواجد.


5- الإرادة الحرّة

رغبة منّا باعتماد البراهين والإثباتات، نقبل بوجود إرادة حرّة، كما قبلنا وجود الشرّ في الجزء الأول من المقال، أعلاه.

  الإرادة الحرّة هي القدرة على العمل بالتفكير وبالاختيار الحرّ. يقبل كثير من المؤمنين أن الكائن البشري يمتلك إرادة حرّة، وفي الواقع، يؤكد كثيرون منهم بأن الارادة الحرة التي يتنعّم بها الانسان قد منحها الله له.
 
لكن، القليل من المؤمنين، من يقبل نقاش هذه الفكرة حتى النهاية! 
 
لنقم بتحليل هذا هنا. 
 
كذلك، يوجد مؤمنون آخرون لا يقبلون بهذا من أصله. 
 
كمثال، اللاهوت المسيحي الكالفيني: 
 
يؤكد بأن الكائن البشري، كل شخص، مهيّأ سلفاً من قبل الله بهذه الحياة. بالتالي، لا يوجد أيّ شيء اسمه إرادة حرّة!!
 

1.5- استحالة الخضوع

 
يقضي وجود الارادة الحرة باستحالة التنبؤ بأفعال الكائن البشري وكم هو حرّ بالعمل والتفكير الراهن واختيار ما يريد.
 
من جانب آخر، فرضية وجود كائن أعلى كليّ القدرة، قد خلق الكون وأنه قد طلب أشياء من الكائن البشري، مثل خضوع هذا الكائن كليّاً له. العلاقة بين ذاك الكائن والبشرية هي علاقة خضوع مطلق. بل أكثر من هذا، لا يطلب الكائن الأعلى الخضوع فقط، بل سلطته المطلقة هي في حالة مجابهة مع إرادة الكائن البشريّ الحرة.
 
بكلمات أخرى، ليس ممكناً الخضوع لكائن أعلى، فيما لو يكن هناك شيء اسمه إرادة حرّة، حيث أنه بأي لحظة، سيتحرّر أيّ واحد من ذاك الخضوع.
 

2.5- لا تتوافق الإرادة الحرّة مع وجود الله

 
فيما لو يكن الله كليّ القدرة ويطلب الخضوع  ويمنح الكائن البشري الإرادة الحرة: 
 
فهذا يعني أن هناك عدم توافق لا يمكن التغلب عليه بين الإرادة الحرة والله، حيث أن وجود أحدهما يفترض رفض الآخر (نفي الآخر). وكما قبلنا أن الكائن البشري يمتلك إرادة حرّة، فسنقبل بأنّ الله لا يمكنه التواجد؛ حيث يستحيل وجود كائن ذو سلطة مطلقة ويطلب الخضوع من الكائن البشري.
 
بالتالي، لا وجود لله.
 

3.5- متوجّبات إضافيّة

 
يخلق الله الكائن البشريّ وفق تصميم مُسبق وبناءاً على مخطط يتوجب على هذا الكائن تنفيذه.
 
 لكن، يمتلك الكائن البشري إرادة حُرَّة.
 
بالتالي، لا يوجد توافق بين الإرادة الحرة للكائن البشري والمخطط الإلهي. 
 
لا يمكن وجود أحدهما عند وجود الآخر!! 
 
فكما قبلنا أن البشرية تمتلك إرادة حرة، يجب أن نقبل عدم وجود الله، حيث يستحيل  وجود كائن كليّ القدرة يطلب ممن يتمتع بإرادة حرّة اتباع مخططه.
 
 إذاً، لا وجود لله.
 

4.5- المزيد من المتوجّبات الإضافيّة. 
 

يوجد ردّ على البرهان السابق من قبل جزء من المؤمنين. حيث يقولون بأن الارادة الحرة ضرورية لكي نعيش بسعادة، أو أن الله قد منحنا (لكن لو أردنا معرفة كيف؟!!) الإرادة الحرة بهدف جعل الانسان "حراً".

إن يكن الله كليّ القدرة، ففكرة ضرورة الإرادة الحرة، لكي أعيش بسعادة، خاطئة. لو زوّد الله الكائنات البشرية بإرادة حرة ليعيشوا بسعادة، فبإمكان كائنات حيّة أخرى لا تمتلكها، العيش بسعادة دون إرادة حرة أيضاً، ما يعني، اتخاذ تلك الكائنات لقرار مزعج لخالقها، كما يمكن أن تفعل كائنات لديها إرادة حرة. 
 
لا يتوافق الله كلي القدرة مع خلق كائنات قادرة على البحث عن سعادتها الخاصة، فهي استحالة!
 
كذلك، عند ضرورة امتلاك إرادة حرة للعيش بسعادة، يمكن لله خلق كائنات متعودة على أخذ قرارات جيدة لا سيئة (قرارات خيّرة لا شريرة). حيث يترك لها القدرة على اتخاذ القرار لفائدتها لا ضدّها (وجود المخطئين، يثبت هذا الواقع).


6- صفات غير متوافقة

ملاحظة: لقد تجاوزت رقم 6- صفات غير متوافقة (ميزات، خصائص) كونها فكرة موجودة بمقال "براهين قياسية لعدم وجود الله" بشكل تفصيلي ولا حاجة للتكرار هنا.


7- برهان خاص بعلم الانسان

يحدث التناقض عندما يتنافى تأكيدان أو تتنافى قضيتان أو فرضيتان صحيحتان بالتبادل، يحصل هذا فيما لو يقل تأكيد واحد شيء ويقول تأكيد آخر  شيء مختلف: 
 
 يفترض هذا أن الثاني نقض للأول، كشيئين لا يمكن أن يكونا صحيحين بذات الوقت.
 

1.7- واحد أو كثير

 
يرى البعض بأنّ إلاهاً واحداً هو موجود فقط؛ فيما يرى آخرون حضور آلهة عديدة أو كثيرة. هو تناقض، فلا يمكن وجود إله واحد وكثير من الآلهة بذات الوقت. 

كيف يمكن تفسير اعتقاد ناس بوجود كثير من الآلهة واعتقاد ناس بوجود إله واحد فقط؟

تؤكد كل تلك الناس ما تقوله بثقة متكافئة وباستعمال الإيمان كمصدر أخير. الجميع  جاهزون للدفاع: كلٌّ عن حقيقته. كلاهما يرفض الآخر والعكس بالعكس؛ ويعتبر كل فريق أنّ الفريق الآخر على خطأ، إن لم يتهموهم بالكذب مباشرة!!

2.7- واحد لكن كثير

حتى مَنْ يعتقدون بوجود إله واحد فقط، لا يتفقون فيما بينهم. حيث تتفق أديان توحيدية متنوعة على وجود إله واحد، لك، تختلف بأشياء كثيرة تطال مفهوم ذاك الإله (يدعون امتلاك "معارف عميقة" عنه) وهو ما يخلق عدم توافق بينهم. 

يقرّر بعضهم بأنه واحد، فيما يرى آخرون أنه واحد وثالوث، ويعتبر آخرون  بأنه لا يلد ولا يُولَد، يعتقد آخرون، بحماسة، بأنه نعم لديه أو كان لديه أولاد. ليسوا على حقّ جميعاً، بذات الوقت.
 

3.7- يتكلم الله، لكن بأشياء مختلفة
 

قيل بأن الله قد تكلّم وأنه حتى الآن يتابع كلامه بيومنا هذا. يعتقد البعض بأن كلام الله حاضر في التوراة. فيما يرى آخرون كلام الله في الاناجيل، ويؤمن آخرون بأن كلام الله يحضر في القرآن. تختلف الكتب الثلاثة، تبادلياً، في الكثير من القضايا. 
 
من الصعب وصف الكتب الثلاثة بالصحيحة بذات الوقت.
 
ما هي النقطة المُشتركة الممكن حضورها لدى أشخاص كثيرين ومجموعات دينية مختلفة؟

هناك من يعتبر بأنّ آلهة الأديان التوحيدية، تعود لذات الإله، الذي قد حضر بثقافات مختلفة وبلحظات تاريخية مختلفة. 

لكن السؤال الذي يخطر على البال هنا:
 
 هل هذا الله هو ذاته، حين يقول لبعضهم بأن شخصية تاريخية ابناً له، بينما يرفض شيء كهذا للبعض الآخر أو لا يقول لهم مباشرة هذا؟

  ما هو تفسير القول بوجود جنّة بعد الموت؛ فيملا يقول آخرون بوجود تقمص؟

 لما يقول للبعض أنه واحد وواحد فقط؛ بينما يقول لآخرين أنه "واحد بثلاث اشخاص"؟

 هل يتوجب علينا استنتاج أن الله يكذب؟

 ألا يشكّل هذا برهان على أنّ كل ثقافة قد ابتكرت إلهها الخاص؟
 

4.7- يُثبتُ وجود الأديان عدم وجود الله
 

فيما لو يكن الله موجوداً، وقد كلمنا في إحدى المرات، فلا شيء سيمنعه من أن يكلمنا الآن. 

فيما لو أنّ الله قد تكلّم، وما قاله صحيحاً ولأجل انقاذ البشرية، يستحيل وجود كل تلك الاديان.

 فيما لو يكن الله موجوداً، يُثبت وجود الاديان بأن ذاك الله لم يتكلّم أبداً مع البشرية. ما يعني أنّ كل الاديان خاطئة. 


فيما لو يكن الله قد تكلّم ولم يظهر للبشر، فهذا يعني بأنه لا يوجد إثبات على وجوده، ما يعيدنا لمبدأ التقتير (موس أوكام) الآنف الذكر أعلاه، حيث يمكننا الاستنتاج بأن الله ليس موجوداً.
 

5.7- الدين عبارة عن ظاهرة بشرية
 

نلاحظ بطول تاريخ البشرية بأنّ كل جماعة بشرية قد أظهرت اعتقادات متشابهة بين أفرادها وأفراد مختلفين من جماعة مجاورة. 

تتباعد تلك العقائد بين جماعة وأخرى (مثلاً، يختلف دين المصريين القدماء  كثيراً عن دين الهنود مع أنه بذات الحقبة؛ ويختلف كثيراً عن عقائد المايا بالقرون التالية وهكذا ...).

ينبهنا، هذا، لوجود نوع من العدوى الاعتقادية بين الجماعات البشرية.
 
 فحين اعتقدت جماعة بشيء ما، نَسَخَ جيرانها بعض من اعتقاداتها وعملت على تعديلها بما يناسبها وهكذا. هو فعل بشري يعكس جزء من التطور الثقافي للجماعات البشرية المختلفة بطول التاريخ.

تتشابه بعض الاديان كثيراً فيما بينها، فيما يختلف بعضها الآخر حتى بالامور الاساسية (كحال البوذية، بوصفها دين "دون آلهة" بشكل أساسي؛ هناك معلومات ناقضة لهذه الفكرة)، ترث كل جماعة جزء من تلك العقائد من الجماعة التي أصدرتها، أو حتى عندما يحصل تشابه نلاحظ مذهب التلفيق:
 
 عبارة مزيج من دينين أو أكثر (كما جرى مع اليهودية والدين البابلي) والادعاء بأنّه أصل الأديان!!

تحاول بعض الاديان منح نفسها السلطة متذرعة بأقدميتها. حيث تؤكد المسيحية كونها دين بأقدمية 2000 عام، لكن، اليهودية  أكثر قدماً، والدين المصري أقدم ودام 3000 عام. هذا ليس برهاناً قطعياً على الأقدميّة لأيّ دين.

يشكّل الدين ظاهرة بشرية تعمل تحت مبدأ أو مجموعة مباديء أساسية تناسب محيط كل جماعة بشرية، لا شيء مؤسس من قبل الله أو الآلهة.

وهو ما يقودنا للاستنتاج بأن الاعتقاد بالله ظاهرة خاصة بالانسان. 
 
وبالتدقيق بتاريخ الاعتقاد الديني، سنجد أنه لطالما وُجِدَ داعية ديني، فقد تواجد من رفض طروحاته منذ أقدم الأزمنة. 
 
يمكننا القول بأن ظهور الملحد الاول قد تزامن مع ظهور أول زوج من المؤمنين (يقولون ظهور أوّل داعية ديني كذلك). 

لا يوجد بظاهرة الاديان أي شيء يؤكد لنا وجود الله، بل على العكس، يمكننا التأكيد على نقض، واقع وجود الأديان الصرف، لوجود الله.
 

تعليق فينيق ترجمة


يحتفل بعض الإعلام العربيّ بكتاب إثبات علمي لوجود الله، صدر في فرنسا من فترة قريبة (الغلاف أعلاه)، وبالتدقيق بفحوى الخبر، نجد استعمال "مُغالطة الشهرة أو السلطة" للقول بأنّ علماء وفلاسفة بعضهم مُلحِد، اكتشفوا بأنّ العلم نعم يُثبت وجود الله! جميل، لكن كيف؟ يعودون لتكرار أفكار شبيهة بطروحات عمرها قرون ولها نسخ عصرية مثل التصميم الذكي وسواه .. يعني لا جديد ويمكن فهم هذه الضجّة المُثارة حوله وإقحام العلم بالقصة .. علمياً، لا يمكن إثبات وجود شيء غير مادي طبيعي ولا تُمكن مُلاحظته (بديهية علمية: لكي يدرس العلم، وفق منهج علمي، أي شيء: يجب أن تحصل المُلاحظة لهذا الشيء!) .. أما افتراضات وتمنيات وأمنيات وتطلعات فهناك الكثير  

وشكراً

 

قد يهمكم الإطلاع على مواضيع ذات صلة


لديَّ تنِّين في المرآب 

براهين قياسية لعدم وجود الله  

أبسط إصدار لإثبات وجود إله القرآن 

يكون الله موجوداً في الدماغ – ماثيو ألبر 

اثباتات لعدم وجود الله أو أي إله!!! 

  إذا كان الله غير موجود ... ؟؟!!

 ببرودة، لماذا الله غير موجود؟!

 علمياً، لماذا يكون الله غير موجود؟

 إثبات رياضي لعدم وجود الله!!!!

إثبات خلق الزمن   

 
الله غير موجود (خروج عن المشهد السائد): الاحتياج الحيويّ للإلحاد العلنيّ (2 والأخير) 

 فرضيّةُ الإله

  أربعة قرون على محاولة إثبات وجود الله

هل الله في الجينات؟

ليست هناك تعليقات: