Por qué Soy Ateo لماذا أنا مُلحِدْ؟ Why I Am an Atheist - <center> Fénix Traducción فينيق ترجمة Phoenix Translation </center> Fénix Traducción فينيق ترجمة Phoenix Translation : Por qué Soy Ateo لماذا أنا مُلحِدْ؟ Why I Am an Atheist

2009-09-13

Por qué Soy Ateo لماذا أنا مُلحِدْ؟ Why I Am an Atheist

Soy ateo. Pero me gusta decirle a la gente (ya que la mayoría son católicos) que soy libre Pensante, suena muy romántico. No creo que Dios exista. Jamás me atrevería a asegurarlo, claro está, de la misma manera que nadie debería asegurar que Dios existe, que lo conoce y que sabe cómo piensa; pero mi buen juicio me dice que no hay nada que merezca el nombre de Dios en este Universo.
Este documento quiere servir para varias cosas: una, como dice su título, explicar con claridad qué razones tengo para estar en desacuerdo con miles de millones de creyentes de distintas religiones, en un lenguaje "mío";
dos, explicar qué cosas implica el ateísmo para mí, y qué cosas no tienen nada que ver con el ateísmo;
tres, dar, quizá, a alguna persona, un motivo para dudar de la existencia de Dios (no para negarla, sólo para dudarla y molestarse en pensar seriamente sobre la cuestión ).
Si el lector es un fanático religioso o un fanático ateo (los hay de ambos), este documento probablemente les resulte molesto y ofensivo; donde hable de mis sentimientos sobre el tema en esta página, será a modo de ejemplo, no de argumentación, porque lo que sentimos y deseamos de todo corazón desgraciadamente no suele tener nada que ver con la realidad.

Leer el resto, aquí

http://www.monografias.com/trabajos13/porquesoy/porquesoy.shtml
 
 
 

مقدمة  

لا أعتقد بوجود الله (لا أومن بالله ولا بيهوه ولا بأيّ إله آخر؛ موجود أو غير موجود ..  فينيق ترجمة)، دون حاجتي لتأكيد هذا، مع إدراكي لأنّه لم يتمكّن أحد حتى اللحظة من تأكيد هذا الوجود وهذه المعرفة بالله وبكيفية تفكير هذا الله.
 
 لكن، أوصلني وعيي إلى فهم عدم وجود شيء يستحق اسم الله في هذا الكون.
 
الغرض من هذا النصّ هو توضيح الأسباب، التي تدفعني للإختلاف مع مليارات المؤمنين من مختلف الأديان وتجعلني أتبنى الإلحاد؛ تبيان أيّة أشياء لا علاقة لها بالإلحاد، إضافة لتقديم سبب للتشكيك بوجود الله (ليس لرفض الوجود فقط، بل لأجل التشكيك بالوجود وبذل الجهد الجدي لكشف مُلابسات هذه القضية).


فيما لو يكن القاريء مؤمن متعصب أو مُلحِد متعصب (لوجود الإثنين بالحياة)، فهذا النصّ مُزعج لكليهما، حيث أتكلم بأحاسيسي عن الموضوع هنا، أي كمثال لا كبرهان، لأن ما نحسه ونرغبه، لسوء الحظ، قد لا يمتّ إلى الواقع بصلة. 
 
  أسبابي بتبني الإلحاد  شخصيّة. ربما لدى مُلحدين آخرين أسباب مشابهة؛ أو ربما أسباب مختلفة كليّاً، لكن، الإلحاد ليس ديناً ولا نظاماً فلسفياً يجب الخضوع له أو رفضه دفعة واحدة:
 
 ببساطة، هو غياب الإيمان بالآلهة. 
 
هذا لا يعني بأن الاسباب المعروضة غير موضوعية كليّاً، بل هي رأي يحتمل الصواب ويحتمل الخطأ، والنقاش كفيل بتثبيت الصحيح وإقصاء الخاطيء ببساطة.


تعريفات

"عندما أستعمل كلمة، فهي تعني، بالضبط، ما اخترتُ أن تعنيه .. لا أكثر ولا أقلّ". 
 
(لويس كارول – أليس في بلاد العجائب)
 

الإله (الله، يهوه، إيل، ...الخ): عبارة عن ذات تتمتع بقدرات متفوّقة على قدرات الكائنات البشرية، تُملي عليهم، عموماً، ما يعملون وما لا يعملونه من أشياء، أو ببساطة، يمنح المعارف والوصايا، ويُعتبر ذات فوق طبيعية لأن قدراته تتجاوز قوانين الطبيعة، التي، في بعض إصدارات المفهوم الألوهي، فهو قد خلقها. قد يتصل هذا التعريف بالألوهية العليا لليهود والمسيحيين والمسلمين أي في الأديان الثلاثة التوحيدية الكبرى، لكن، قد يمتد المفهوم ليغطي آلهة لدين الهندوس والديانات اليونانية والرومانية القديمة وغيرها من أديان.


التأليه: (من اليونانية ثيوس Zeos، "إله") هو الإعتقاد بوجود إله شخصي (بشكل عام "إله") قد خلق العالم وتدخّل فيه وبتماس مع الكائنات البشرية أحياناً. هو إله كالإله اليهو- مسيحي التقليدي.


الإيمان بالله دون الوحي: (من اللاتينية ديوسDeus، "إله") هو الإعتقاد بأن العالم خُلِقَ ووُضِعَ "قيد العمل" من قبل إله، شخصي أو غير شخصي غير عابيء ولا يتدخل فيه مع حضور بعض الإستثناءات، هو "إله – ساعاتي" يُزوّد الآلية بالحركة، هو الإله الذي آمن نيوتن به.


الإلحاد: (azeos من اليونانية أ حرف سابق سلبي وzeos تأليه أي = لا تأليه) اللا إعتقاد بالإله أو عدم الإيمان بالإله أو بالله. يترافق هذا عموماً مع عدم الايمان بكل ما هو فوق طبيعي وبكل ذات شخصية فوق البشر.
 
 صفحة الإلحاد سوداء للغاية. 
 
فكل الأديان في حرب معه؛ بل تتوحّد ضده – فيما تتصارع فيما بينها أيضاً – وتُحافظ على موقفها الرديء تجاهه، لأن الإلحاد يرفض الإيمان الأعمى، الذي تدعمه كل الأديان.
 
 سنرى بعض أوجه الفهم السيئة، التي تنشرها الاديان.

بوضوح، يُعارِضُ الإلحاد التأليه، لكن، لا يعني هذا بأن الملحدين يرفضون الإله، تعترف بعض السلطات الدينية (أشخاص ووثائق) بأن الملحد المعتدل لا يؤكد "أن الإله غير موجود" بل يقول أنه "لا يعتقد (لا يؤمن) بأيّ إله". 
 
هذا فارق مهمّ. فالإلحاد (بصيغته الأكثر انتشاراً والمعروفة باسم "الإلحاد الضعيف") ليس إيماناً بعدم وجود الإله؛ بل هو عدم الإيمان بهذا الإله. فالملحد، الذي لا يؤمن بالإله فهو، أبداً، لا يؤمن ببعض المُصطلحات المُرافقة المعتادة (الشياطين، ملائكة، قديسين وعذراوات، وحي إلهي ..الخ).

يقول بعض المؤمنين بالآلهة من المتعصبين بأن الشياطين تخدعنا بجعلنا نعتقد بأن الله (الإله عموماً) "غير موجود"، أو أننا في الواقع نعرف بلا وعي أن الله موجود ونختبر "رفضاً" نفسياً لأجل عدم الإعتراف بتلك الحقيقة، التي ستجبرنا على تغيير حيواتنا.
 
هذا هراء. 
 
في الواقع، وعلى سبيل الفكاهة، من أدلة عدم وجود الله هو حضور عدد كبير من الملحدين في العالم (يقول البعض 1%، يقول آخرون 10%، بكل الأحوال نحن ملايين، دون نسيان مُغالطة أو خدعة العدد والحشود الشعبية المُناصرة!)؛ وفي واقع حضور الكثير من الآلهة وبإصدارات متنوعة مختلفة، يعني أنّ حضور الله واضح وغير قابل للشكّ، سيما بما يتمتع من سلطات وقدرات نافذة، بالتالي، سعيه لإبراز حضوره (وجوده) بديهية!!
 


يقول تأليهيون آخرون بأن رفض وجود الله هو رفض لكل ما هو مقدس، لكل ما هو خيِّر وما هو سام، وهو ما يسمو بنا ويجعلنا بشراً، أو يجعلنا  فقراء شياطين أشرار وغير أخلاقيين. 
 
من جديد، نصطدم بالهراء.
 
 
يقول كثير من المؤمنين بأنّ لديهم أصدقاء ملحدين أخلاقيين. عندما نفعل شيئاً حسناً فلأنه حسن وليس لحجز مقعد في السماء، عندما لا نرتكب الأخطاء فليس طمعاً بإرضاء الله الذي يراقبنا، بل لأن ذاك خطأ (شرّير، سيّء). وإذا حصل وارتكبنا خطأ ما، فلن نركع على ركبنا طالبين المغفرة من الغيوم، من شخص مقدس، بل نحاول إصلاح الخطأ، فوراً، ونطلب المعذرة من الجهة التي أخطأنا بحقها (إنسان آخر مثلاً).

وغير صحيح أنه ليس لدينا أشياءاً سامية عندنا. فبعض الملحدين  أكثر إبتذالاً من آخرين، وبعض آخر عدمي أو مُثبِّط للعزائم (فهذا يمكن أن يحصل مع أيّ كان وليس مع بعض الملحدين فقط) لكن، في العموم، أرى أننا جميعاً نحب أهالينا؛ نشعر بشركائنا وأصدقائنا؛ ويمكننا جميعاً  تقييم أغنية أو تقدير شروق وغروب الشمس. 
 
 لا نركع أمام مذابح رخامية ولا صلبان خشبية، لكن، يشعر الكثيرون منا بالإجلال والدهشة أمام جبل أو أمام نمر برّي بكل عظمته أو أمام زهرة فوّاحة جميلة.
 
 ربما، هذه من توافه الأمور بالنسبة للتأليهيين، ولهذا، لا يحترموها كما يجب.

يُقال شيء آخر عن الإلحاد هو أنه دين عقيدته "الله غير موجود، وأنا ربُّ ذاتي"، وأنه يتوجب علينا إثبات ذلك، كما يتوجب على التأليهيين (المؤمنين بالله) إثباته. هذا غير صحيح بالنسبة للكثير من الملحدين. أنا مُلحد لأن "الله" مفهوم فاقد لمعنى منطقي بالنسبة لي. يعتبر ملحدون آخرون أنّ خطأ أديانهم السابقة، قادهم لتبني الإلحاد.
 

  الإلحادُ، ليس قراراً مُتخذاً، في الغالب الأعمّ من الحالات، بل هو موقف، يصل الشخص له تدريجياً. عندما لا يؤمن أحد ما بالله، فهو سيتعرّض لنوع من الضغط الإجتماعي المفروض، والذي يقتضي منه إبداء الصلابة أحياناً، رغم أنه قد لا يستطيع أو لا يرغب بمقاومة السلطة وإبداء شيء من التصنُّع. في هذه الظروف، لا يمكن إثبات شيء لأحد. 
 
لا يجب على الملحد إثبات شيء لأحد. 
 
فمن يتحدث عن وجود الجنّ، هو من سيبرهن على وجودها وليس من لا يعتقد بوجود الجنّ.


براهين للتأليهيين


شعر المؤمنون، في جميع العصور، بالحاجة للبرهنة على وجود الله، الذي يبقى، برأيي المُتواضِع، مفهوماً غامضاً.
 
 
 وسأسوق  بعض البراهين:

 
برهان الطرق الخمسة: وضع اللاهوتي توما الأكويني هذا البرهان على وجود الله (الذي تطلق عليه الكنيسة الكاثوليكية لقب قديس على الرغم من اعتباره النساء طبقة منحطة والذي ساهم بإدانة وسجن وإعدام من اعتبرتهم الكنيسة مهرطقين).. امتلكت بعض الطرق الخمسة  قوة برهانية كبيرة زمن ظهورها، لكن، لا يمكن استخدامها بشكل جدّي كبراهين في يومنا هذا.

كمثال، يعتبر طريقان من الخمسة بأنّ الله: 
 
سبب أولي + محرّك أوّل. 
 
فيما يعتبر طريق ثالث بأنّ: 
 
 كل ما نلاحظه هو أثر لسبب يسبقه، لا يُسبِّبُ شيء في الكون ذاته. 
 
لو نعد بالزمن للماضي، سيتوجب علينا الوصول لسبب ليس له سابق؛ لأنه في حال عدم حدوث هذا، سيتوجب علينا الوقوع بحالة الرجوع اللانهائي. لم يكن هذا واضحاً في حقبة توما الاكويني كما يجب، لكن، اليوم، نعرف بأن الكون ليس خالداً، ببساطة، لأن الأنتروبي أو الفوضى الإجمالية تمتد نحو الازدياد (حسب القانون الثاني الترموديناميكي الفيزيائي). ففي حال خلود الكون، لوصلت الأنتروبي لقيمتها العظمى منذ كمّ لانهائي من الزمن، ولن نتواجد نحن. 
 
يؤكد توما الأكويني على وجود سبب أوليّ ليس له سابق وهذا السبب هو الله. يتحدث، بذات الطريقة، عن أشياء تتحرك وأشياء لا تتحرك، إلا إذا دفعها شيء آخر، عن آليات توضع قيد الحركة، عندما يسيّرها أحد ما. المحرّك الأول، الذي قد حرّك لأول مرة الكون، هو الله.

يتكلم توما الأكويني،
بعدئذ، عن كائنات ضرورية وكائنات طارئة. فهذه الأخيرة هي أشياء موجودة، فقط، لأنها مخلوقة أو مُعدَّلة أو مُركَّبة من أشياء أخرى. بالنسبة لتوما الأكويني، كل ما هو موجود في الكون هو طاريء وفق ملاحظتنا للطبيعة (نُولَدُ كبشر من بشر؛ يأتي لحمنا مما نأكله؛ تنمو النباتات بإمتصاص عناصر من التربة، ...الخ)، وبالتالي، لا شيء "ضروري". لا يحضر كلّ هذا بمعزل عن الله المُسبّب.

يحدثنا توما الأكويني، أيضاً، عن الفضائل، وعن إمتلاك الجميع للفضيلة بدرجة نسبية ما (يسمى النقص النسبي بالفضيلة عيباً). تميل المخلوقات إلى عمل الفضائل والرذائل. ومن يمتلك الفضائل بصورة مُطلقة هو الله فقط.
 
 البرهان الكوني أو البرهان الكلامي، هو إختصار للطرق الخمسة:

1- إن يبدأ شيء، فلأنّ له سبب أو مُسبِّب.
2- بدأ الكون في الوجود.
3- بالتالي، للكون سبب أو مُسبِّب. 
 
(يتبقى، بحسب توما الأكويني، إثبات أن السبب هو الله، وبالتحديد، هو الله اليهو – مسيحي، لكن، هذا موضوع آخر).

  الطرح الخلقيّ الحديث، هو نُسخة معدّلة قليلاً عن طرح توما. 
 
 يعتقد الخلقيون بان الله قد خلق الكون والإنسان، وليس ضرورياً، حدوث الخلق إعتباراً من زوج في الجنّة وخلال ستة أيام بالضبط، ويعتقدون أن الله قد فرض مخططاً ومقصداً للخلق على وجه الخصوص. يقولون بان الكون مُصمم لأجل وجود كائنات مثلنا، ويعتبرون أن الكائنات الحيّة شديدة التعقيد ولا يمكن ظهورها وفق التطور ووفق آلية الإنتقاء الطبيعي أو بالصدفة، بالتالي، يؤكدون بأن الله قد فرض قوانين النظام وأشرف على تطور الكون وفق مخطط إلهي مُحكَم.


تفنيد (دحض)


  الطرق الخمسة ليست صعبة التفنيد والدحض كما قد يبدو. 
 
فالطريق، الذي يتكلم عن درجة الفضائل، يفعل ذلك وكأنّ الفضائل أشياء ماديّة يمكن وزنها وقياسها، ويعتبر بأنّ الرذيلة، بالإجمال، تحضر لدى غياب الفضيلة فقط. هذه هي قاعدة المذهب المسيحي، لكن، لماذا لا تُعتبر الرذائل أشياءاً يمكن قياسها أيضاً؟ (سيخلق هذا الحاجة لوجود إله آخر، سلطة عليا سيئة غير متوفرة، فقد خلق الله الشيطان الفاقد لأيّة سلطة في اللاهوت المسيحي حتى).

فيما لو أُرتِّب مجموعة أشخاص وفق أطوالهم وأطبق هذا المنطق، يتوجب عليَّ أخذ وجود طول لانهائي بعين الإعتبار، وهذا أمر مُحال. فمفهوم اللانهاية رياضيّاتيّ، ويُستخدم بدقة بالغة فقط وبحذر بالغ
في الرياضيات، فهو ليس رقماً ولا وجود له في الواقع الملموس أبداً.
 
 الردّ على طريقي المحرّك الأوّل والسبب الأول، يأتي من خلال ما قدّمه برتراند راسل منذ عقود من الزمن، حين قال:

"حال توجُّب وجود سبب (مُسبِّب) لكل شيء، إذاً، سيتوجب وجود سبب (مُسبِّب) لله ذاته.
 
 وفي حال وجود شيء لا سبب له، فإنّ العالم (نحن جزء منه) = الله! 
 
هكذا، نجد أن هذا البرهان فاقد للصلاحيّة ودون معنى" (المصدر كتاب "لماذا لستُ مسيحياً" برتراند راسل).

 البرهان الكوني شبيه جداً كذلك. لنتذكر بأن المقدمة الاولى تتحدث عن إمتلاك شيء لبدء أو بداية، إذاً، فهو يمتلك سبباً، وتعتبر المقدمة الثانية بأن الكون بداية، إذاً، فهو له سبب أو مُسبِّب. 
 
ويجري فهم هذا، اليوم، بطريقة أخرى بالطبع.
 
فالمقدمة الأولى غير صائبة.
 
 اليوم، نعرف من خلال الفيزياء الحديثة أنه بحسب مبدأ الإرتياب (أحد أقطاب ميكانيك الكمّ) ممكن ظهور أزواج من الجزيئات من اللاشيء، والتي تتلاشى وتختفي بزمن قصير جداً إثر ملاحظتها مباشرة، ولكن، يمكن قياس آثارها. لا ينقض هذا أيّ قانون فيزيائي ويحدث في الواقع كل الوقت. مهما بدا الصوت الصادر عن شخص (أو عن شيء) نقيّاً، فهو يحتوي على نسبة من الضجيج. حيث يستحيل إلغاء هذا الضجيج، الذي  تنتجه جزيئات محملة افتراضية، تظهر لحظة صدور الصوت، فتتداخل باقتضاب مع القنوات الكهربائية الناقلة للصوت ومع الدارات الإلكترونية المُصدِرة ومع كل ما يرد في الوسط. بالتالي، المقدمة رقم 1 للبرهان الكوني غير صالحة، حيث توجد مؤثرات دون حضور سبب أو مُسبِّب. 

كذلك، المقدمة الثانية غير صالحة. 
 
فليس للكون بداية. لكي يبدأ شيء، يجب وجود لحظة زمنية، لم يحضر خلالها، ولحظة تالية، هو فيها قيد السير. لكن، فيما لو تكن نظرية الإنفجار الكبير صحيحة، فقد ظهر الفضاء (المكان) والزمن سوياً، فليس هناك شيء قبل الكون لأن مفهوم "قبل" غير مُعيَّن. (أكَّدَ القديس أغوسطين هذا حتى). فيما تؤكد نظريات أخرى منافسة (لأن نظرية الإنفجار الكبير ليست مؤكدة بالمطلق  بل قيد البحث للآن) تؤكد بأنه ليس - للفضاء والزمن –  حافة (نهاية) بل هو كسطح كرة لا حدّ له ولا نهاية، بل يتقوّس على نفسه ذاته. في هذه الحالة، كذلك، لا توجد نقطة للبدء بشكل حرفي أو مجازيّ. بالنهاية، تؤكد نظرية رائجة في يومنا هذا (وبجدارة)  بأن الكون (الذي نسميه نحن هكذا) قد ظهر من تقلُّب الفراغ لكون "سابق"، تماماً، كما تظهر الجزيئات الإفتراضية، التي تحدثنا عنها أعلاه، من اللاشيء.
 
 بالإمكان، نظرياً، القول بأن كوننا يُولِّدُ أكواناً أخرى في هذه اللحظة.
لكن، لن نتورط بالتعامل مع علم الكون (فما يغيب عنّا أكثر بكثير مما نعرفه). المهمّ، هو أنّ البرهان الكوني مبدأ غير صالح بسبب خطأ مقدماته.


بعيداً عن النظريات العلميّة وقدراتها التفسيريّة النسبيّة، لا يجب على الكائن البشري العاقل وضع الله في الأماكن التي لا تبلغها معرفته
 
من جانبي، شخصياً، أتفق مع قول "لا أعرف"، كليّاً، حين لا أعرف أو لا أفهم بثقة كبيرة.


الله والعلم


 لا أحد يقول بأن العلم يجب أن يُصبح ديناً، أو أنّ لديه كل الأجوبة بلحظة معطاة. يصوغ العلم النظريات. حيث تشكّل النظرية، مثلما قال إسحق عظيموف، بنية جديّة توجز ملاحظات وطرح فرضية ومحاولة تفسيرها تجريبيا إثر وضع تنبؤات يمكن إختبارها. فيما اعتبر كارل بوبر بأن النظرية الجيدة هي القابلة للتخطيء أو القابلة للتكذيب بطريقة ما.

كمثال، تُفسّر  نظرية نيوتن حول القوى والجاذبية حركات الكواكب وتسمح بالتنبؤ بها. فيما لو سيبدأ كوكب بالحركة بطريقة مختلفة عن النبوءة، إذاً، ستصبح نظرية نيوتن خاطئة. ولن يصرّ نيوتن، كعالم ممتاز، على رأيه أو يتشبث به، فهو لن يجعل منه صاحب مذهب ولن يحرق "المهرطقين" به في محرقة بل سيعمل على تصحيح نظريته ببساطة. وهذا ما حصل عندما تمّ اكتشاف أن أعلى نقطة من كوكب عُطارد (النقطة الأقرب للشمس) قد تحركت، بشكل طفيف، في كل مسار. أتى هذا الإنحراف الطفيف جداً من المؤثرات النسبية الناشئة من الكتلة الضخمة للشمس ومن الإقتراب الطفيف والسرعة المدارية لكوكب عُطارد. بالتالي، تحافظ نظرية نيوتن على صلاحيتها النسبيّة (تقريب جيّد) لأجل باقي كل الكواكب كما لأجل الأرض، لكن، عندما نحتاج قياسات دقيقة، سنلجأ إلى النظرية النسبيّة، كاستخدام قياسات جهاز تحديد المواضع جي بي إس راهناً.
 
 النظريات العلمية ، هي محاولات تفسير لظواهر ووقائع طبيعية لا نصوص مقدسة يجب علينا الخضوع لها. فهذا، ما يُشيعه بعض المتعصبين دينيا الساعين لاستبدال العلم بالدين، الذي يفسّر كل ما هو مجهول أو مشكوك فيه بفكرة بسيطة خلاقة "خلق وعمل وأنشأ وصنع وطوّر ورسم الله كل شيء".(سوبهانو! فينيق ترجمة).

حتى لغتنا، فهي تُعرّي هذا المنطق وتُظهره مثيراً للضحك.
 
  "يعرفُ (يعلمُ، يدري) الله" =  "ليس لديَّ أيّة فكرة".
 
 "يُعينُ الله" = "أنا في مأزق أو أزمة بحاجة لحل واقعيّ لا أدعية وتمنيات". 
 
"سيحاسبه الله" = "امتلاك نوع من العزاء، تعويضاً، للعجز عن إجراء محاسبة واقعية عادلة". 
 
"لقد عمله الله" = "لا نعرف كيفية عمله ولا تهمنا معرفة ذلك وأننا لا نثق بصورة كافية بالذكاء والقدرة البشرية الساعية لمعرفة ذلك"!


براهين المرجعية
 

نفترض أننا قررنا صرف النظر عن الإيمان وعن العلم. لا أنصح بذلك، ولكن، بالنهاية، لماذا نعتقد بشيء ما كبشر قبل الذهاب للمدرسة؟ 
 
نعتقد بما يقوله آباؤنا لنا أو معلمونا الأوائل كمرجعية صالحة. نتمسك بما يقولونه لنا وندخله بأخلاقيتنا وبمسلكيتنا، وفي بعض الأحيان، ينطبع فينا إلى الأبد. نحن مصنوعون، هكذا، لأن الكائن البشري يُولد مسكوناً "بالنقائص": 
 
حيث لا يمكنه المشي وحده ولا التغذية لوحده ولا التواصل بأكثر من الرغبات الأساسية (طعام + شراب).

على الصعيد الفيزيائي، نحن بائسون بشكل مطلق! 
 
وعلى الصعيد العقلي، لسنا أكثر ذكاء من الحيوانات الأخرى. 
 
نتصرف بطريقة غريزية، لكن، أقل من صغير الشمبانزي؛ وأقل بكثير من هرّ صغير أو من صغير السنجاب، ولن نتحدث عن صغير التمساح.
 
 لدينا الكثير لنتعلمه، وبسرعة، لأن نمتلك دماغ متميّز. 
 
بالتالي، دماغنا خلال سنواتنا الأولى كالإسفنجة، يمتص كل شيء لا أكثر، تظهر عاداتنا وقيودنا في هذه الحقبة.

أحياناً، هي سلسلة من "البرمجة" المغلوطة خلال الطفولة  شديدة الفظاعة وذات عواقب وخيمه. الصدمات، الكبت، كل شيء يبقى مسجلاً بطريقة لا تزول من عقولنا تقريباً. 
 
فيما لو ضربتنا أمنا كثيراً، سينسخ دماغنا الطفولي رسالة "يؤدي الضرب إلى الإخضاع"، وأننا كبالغين نضرب أطفالنا.
 
 الدين، هو أحد الأشياء التي نرثها، آمنا أم لم نؤمن، من أبوينا.
 
 لا يجب على المؤمنين نسيان أنّ أغلبيتهم أعضاء في الدين "الحقّ" لسبب وحيد:
 
 هو ولادتهم في مكان وبلد محدد وليس بسبب إيمانهم أو بصيرتهم النافذة.

لا يجري تعليم الدين من الأبوين فقط، بل يجري النظر إلى الكهنة والمشايخ كأشخاص مقربين من الله ويحظون بتأثير بالغ في المجتمع. عدا امتلاك الدين لمنحى أسطرة الشخصيات القديمة والحديثة لترسيخ الإيمان عن طريق القدوة والمثال.
 
 كيف نخترق كملحدين كلّ هذا، ونرفض ما علّمنا أهلنا ومدرسونا إيّاه، أو نرفض ما يقوله الكهنة (الذين درسوه حرفياً ليصيروا وسطاء مع الله)، ما يقوله البابا، الحاخام الأكبر، رجل دين هندوسي، مفتي الجمهورية أو المملكة، تيريزا كالكوتا ...الخ؟

قال أولئك أشياء مهمة، ولكن، بالنهاية، كلهم بشر.
 
ليس لدينا أيّة أدلة على تكليف إلهي لهم. كذلك، ليس لدينا شيء يثبت مصدر الكتابات المقدسة.

شخصياً لا أعتقد بالمؤسسات، التي تقول بأنها تعرف الله لأنه قد حضر (الذي لا يعتقد بأيّ إله، لا يضع عائقاً أمام اقتراح فرضية وجود الإله) فهو، على الأرجح، عبارة عن ذات بالغة التعقيد، ولديّ الإحساس القويّ، الذي يجعلني أشكّ بقدرتنا على فهمه فيما لو وجدناه.
 

أسباب لأجل الإيمان
 

"الإثنان مُلحدان. فببساطة، أنا أعتقد بإله أقل منك. وعندما تفهم لماذا تستبعد كل الآلهة الأخرى؛ ستفهم لماذا أنا أستبعد إلهك" – 
 
ستيفن روبرتسون  


 


يجب عليك عزيزي المؤمن التركيز جيداً على هذا القول، الذي يُغنيك عن إجهاد نفسك بالبرهنة والإثبات الفلسفي، والتي ستبقى محض تبريرات سواء صدرت عنك أو عني.
 
  فإثبات وجود الله صعب (بالنسبة لي، مستحيل).
 
 الله، عبارة عن فرضية غير معقولة معقدة. 
 
لا يمكن إدراك الله بحواسنا العادية إلا عند تحقيق معجزة، وبالتالي، لا يمكننا معرفة إن تحضر معجزة في الواقع. 
 
فالخيار الأسلم والأبسط (الإقتصادي أكثر، بمصطلحات علمية)، هو تعليق الإعتقاد بالله، باعتباره صعب الإثبات، فهو عصيّ على الفهم. 

بالتالي، نحن الملحدون لسنا بحاجة لإثبات أيّ شيء. يقع هذا العبء على المؤمن فقط.
 

ما هي أسبابي الشخصية لتبني الإلحاد؟ 
 

لا أعتقد بالله لذات السبب، الذي لا يجعلني أعتقد بأشياء أخرى، لا تعتقد الناس بها، مثل بابا نويل أو التنين النافث للنيران. فلا وجود لبابا نويل ولا للتنين النافث للنيران بعيداً عن خلق خيال البشر لهذه الشخصيات. 

أريد توجيه سؤال إليك أيها المؤمن: 
 
بأي شيء يختلف الله عن بابا نويل؟

حتى بعد دحض البراهين الطبيعية والفلسفية لوجود الله: 
 
 هناك من "يشعر" بالله "في قلبه" ويشعر بأنه لا يمكن إلا أن يتواجد دوماً وأبداً.
 
 لكن، عندما كنا صغاراً، شعرنا بوجود بابا نويل في قلبنا ليلة الميلاد فقط ... وهذا لا يعني بأنه موجود، ببساطة هي رغبة مثالية طفولية. 
 
لكن، يبدو العالم أكثر قساوة من هذا.

هذا ليس تجديفاً (أو شتماً للدين).
 
 لا تتصيد الإهانة، فليس هناك من يُهين.
 
 هي أسئلة عفيفة مشروعة منطقية موضوعية وواقعية. 
 
وأنا قد جاوبت بما يشكل وجهة نظري، بتواضع بالغ، وبعد كثير من التأمل (قراءةً ووقتاً). 
 
عزيزي القاريء المُهتمّ:
 
إعمل ذات الشيء إن تستطع، وأخبرني بالنتيجة إن شئت بمداخلة أو ردّ على ما ورد!!
 
لا يجب أن ننسى بأننا كلنا بشر، سواسية كأسنان المشط، ومن حقّ أيّ شخص الإيمان أو الإلحاد أو سواه.
 
وشكراً جزيلاً 



قد يهمكم الإطلاع على مواضيع ذات صلة


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات: