Huerto Evolutivo (10): La Fruta de Dios (¿o quizás no?) البُستان التطوريّ (10): تطوُّر الموز - الجزء الثاني Banana evolution - <center> Fénix Traducción فينيق ترجمة Phoenix Translation </center> Fénix Traducción فينيق ترجمة Phoenix Translation : Huerto Evolutivo (10): La Fruta de Dios (¿o quizás no?) البُستان التطوريّ (10): تطوُّر الموز - الجزء الثاني Banana evolution

2014-02-24

Huerto Evolutivo (10): La Fruta de Dios (¿o quizás no?) البُستان التطوريّ (10): تطوُّر الموز - الجزء الثاني Banana evolution

القسم الثالث: مولود في الأحراج - شهادة للقتل

إثر عقود من الدراسات، يوجد اليوم اتفاق كبير حول أصول وأسلاف الموز الذي نشتريه من الأسواق عادة. ويُعتبر أهمهم النوع الموز المستدق الذي يعود أصله لجزر جنوب شرق آسيا، أندونيسيا، ميكرونيزيا وميلانيزيا، والأهم جزيرة غينيا الجديدة.

يعتبر أخصائيُّو علم النبات النوع البرّي للموز "كعشب غابة" ونبات متشرِّد! تلعب هذه العشبة في النظام البيئيّ الغابي دوراً تعبوياً، فعندما تفرغ مساحة ما من الغابة وتحت أي ظرف، سينمو فيها النوع البري للموز ويغطيها، وهذا عبارة عن غزو مؤقّت، فدوماً، هناك نباتات أقوى ومُقاومة أكثر، والتي يمكنها أن تحلّ مكان نباتات أخرى، وحتى وقتها، يستفيد الموز البري ويستغلّ زمن سيطرته لأقصى حدّ ممكن.

ستُزهر أشجار الموز البرّي إثر نموها وأزهارها محطّ اهتمام واستفادة عند عدد من الفقاريات بغية تحصيل النكتار (الرحيق) مثل نوع الخفّاش خفّاش الفاكهة الكبير قصير الأنف وطيور من نوع التميريات أو صائدة العنكبوت. وخلال سعيهم لتحصيل الرحيق، يساهمون بنشر حبات الطلع بين الأزهار الذكرية والأنثوية وتحقيق الإلقاح والإخصاب.

 
إلى اليسار زهرة جميلة للنوع البرّي للموز مع طائر صائد العنكبوت. إلى اليمين خفّاش فاكهة كبير قصير الأنف يضع قدميه في زهرة النوع البرّي للموز


لهذا الجهد بالإخصاب سبب هام هو زيادة التنوع الجيني / الوراثي للبذور، وبهذا، تزداد احتمالات البقاء على قيد الحياة. مع هذا، فليس كافياً لتوفير مستقبل لائق للمتحدرين (للنسل). فستحتاج البذور للإنتشار لأماكن أخرى بهدف امتلاك حظوظ أوفر للإنتاش والنموّ، وذلك بالعثور على مكان ما مفتوح وسط عتمة وكثافة الحرش المداري.

لهذا، تُنتج نباتات الموز البرّي كميات كبيرة من الفاكهة على مدار العام. حيث تعطي تلك الثمار أليافاً تحظى بتقدير نوع خفاش الفاكهة الكبير ذو الأنف القصير، الذي سيقطفها ويأخذها بعيداً لمكان يمكنه أكلها فيه بهدوء. 
 
كما أنّ هذه الثمار جاذبة لزباد النخيل الآسيوي في جزر لاس بالماس، والذي يأكلها بشراهة، وحين يطرح برازه سيساهم بنقل البذار لأمكنة أخرى من الغابة، وهي أسمدة طبيعية بكل حال. لهذا، فأهمية هذه الحيوانات بالغة لنبات الموز ونثر بذوره أي تكاثره.
تلك البذور كبيرة الحجم نسبياً، ولهذا، هي وجبة دسمة للقوارض من أمثال السنجاب والفئران، دون نسيان حيوان ثديي آخر ليس بقارض رغم شبهه به، هو الزباب.


 
إلى اليسار، ثمار موز برية، لاحظوا البذور الكثيرة. إلى اليمين، زبّاد كناشر طبيعي لبذور هذا النبات


جرى التفكير سابقاً بأنّه حين يتمكن خفّاش من تناول الموز البري، فربما نحن كبشر يمكننا تناوله ايضاً. لكن، هذا رأي متسرّع. صحيح أن الموز يؤكل من قبل البشر نيئاً ومطبوخاً، وحتى يوظفوه كعلاج للإسهال والزحار، لكن، حذار! فثمار الموز البريّة وأنواع أخرى ليست صحيّة، ففي الواقع، يصل تناولها ليشكّل خطراً على الصحّة!! وهذا لا يشكل مزحة، فاستهلاكها قد يؤدي لحصول مشاكل تصل حدود الإنسداد المعويّ الخطير جرّاء تراكم البازهرات.
 
وما هي البازهرات؟ 
 
هي تراكمات المادة النباتيّة غير القابلة للهضم. 
 
وتنتج هذه التراكمات بحالة تناول الموز البري، وذلك لاحتوائه على مركبّات مسماة العفص أو التانين أو البكتين، ستتحوّل في الجهاز الهضمي لنوع من الإسمنت المتحد والمندمج بألياف عديدة وبذور ضخمة للثمرة، وبهذا يخلق كرة قادرة على سدّ المعي.

 
بازهرات (تراكمات مادة نباتية) ناتجة عن استهلاك ثمار الموز البري. وجرى أخذها من ذات المريض وهي بقطر 5 سنتمتر ويمكنها إعاقة عمل الأمعاء



وحال حصول هذا مع أي شخص، فلن يُنقَذ إلا عبر عمل جراحيّ. وقد اشتكى كثير من الأطباء في جزيرة لاوس من ظهور حالات خطيرة جرّاء استهلاك الموز البري، وفي الواقع، لا يستهلك سكّان لاوس هذا الموز إلا جرّاء الفقر ونقص الموارد بتلك الجزيرة. وإذا اتبعنا منطق الخلقيان كيرك كاميرون وراي كومفورت، يمكننا الاستنتاج بأنّ الله قد وهبنا ثمرة مميّزة ينتهي تناولها بذهابنا إلى المشفى وإجراء عمل جراحي!! 
 
مع هذا، من الخطأ اعتبار النوع البري، باعتباره "واحد أو حصريّ".

فكما تكلمنا سابقاً، لقد استوطن هذا النوع بنجاح في عدّة جزر بجنوب شرق آسيا وبأوقيانوسيا، ولهذا، تتناثر جماعات النوع البرّي وتنعزل بكثير من الأماكن. لكن، لهذا الإنعزال تبعات، فقد راكمت تلك الجماعات، بصورة مستقلة عن بعضها البعض، تغيرات كثيرة على مدار آلاف الأعوام، فهي، الآن، جماعات مختلفة فيما بينها بمرحلة متوسطة بين نوع أم ونوع جديد. وتستقبل هذه الجماعات التي تتواجد بحال انتقاليّة اسم "نُويع أو تحت نوع".

Modelo de especiación alopátrica. Crédito: Fuente Propia
نشوء الأنواع جرّاء الإنعزال الجغرافيّ واسمه العلميّ انتواع متباين الموطن
 

وحضور هذه النُويعات هاماً، فلقد لعبت دوراً مركزياً بأصل وتطوُّر الموز المُدجّن.
 
 كما أنها تشكّل، بحد ذاتها، مثالاً ممتازاً للتطوُّر، حيث ميّز أخصائيُّو علم النبات بين 4 جماعات للنوع البري بناءاً على المظهر وشكل الساق، الأزهار، الثمار وملامح أخرى، كذلك، تختلف تلك الجماعات الأربعة فيما بينها بناءاً على الدراسات الجينية المحققة على جينات النواة، الميتاكوندريا والبلاستيدات الخضراء. واللافت هنا، هو اتفاق تلك الإختلافات مع إختلاف المناطق الجغرافيّة، التي تنشأ بها تلك الجماعات من الموز البري.

يتناسب كل هذا مع منحى تطوريّ، حيث أنّ الموز وإثر نشوئه واستمراره منعزلاً في الجزر خلال آلاف أو مئات آلاف الأعوام، قد راكمت جماعاته فروقات كافية فيما بينها لاعتبارها نويعات، جماعات نباتية بطريقها لتصير أنواع مختلفة، تلك النويعات أو تحت نوع، هي:

1- النُويع موز بانكسي، موطنه جزيرة غينيا الجديدة.

2- النُويع موزمالاوي موطنه شبه جزيرة مالايا.

3- النُويع ثلاثي النُسخ موز بورماني، موز كالكوتي وموز سيامي وهي غير مختلفة جينياً، موطنها تايلند، ميانمار، بنغلاديش، شمال شرق الهند وجنوب الصين، تشبه كثيراً النُويع المالاوي وتتقاسم مناطق حدودية معه، ولهذا، ربما قد حصلت عملية تهجين بينها.

4- النُويع موز دموي، موطنه جزيرة جافا. يمتلك الكم الأكبر من المادة الجينية للجماعة (حتى 10% أكثر) وربما هو "السلف" الأقدم.


مع ذلك، تبيّن دراسات جينية أخرى وجود جماعات بمناطق جغرافية أخرى مختلفة بصورة كافية ليتم تسميتها نُويعات، ومنها:

- النُويع موز أصابع القرد، يحضر بجزيرة بورنيو وهو قريب من النُويع الموز الدموي.

- النُويع موز ترونكاتا، متوطّن حصرياً بالأراضي المرتفعة بشبه جزيرة مالايا.

- النُويع موز إرَّانس، الحاضر في جزر الفيلبين وذو ترتيب تصنيفي حديث.


خارطة التوزُّع الجغرافي للأنواع الفرعية المختلفة للموز البرّي


La fuente  المصدر الاسباني
 
 
 
قد يهمكم الإطلاع على مواضيع ذات صلة
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
البُستان التطوريّ {11}: تطوُّر الأرُّز - القسم الثالث عشر   
 

ليست هناك تعليقات: