Literatura carcelaria Siria أدبيَّاتْ السجونْ السوريّة (7) Syrian prison literature - <center> Fénix Traducción فينيق ترجمة Phoenix Translation </center> Fénix Traducción فينيق ترجمة Phoenix Translation : Literatura carcelaria Siria أدبيَّاتْ السجونْ السوريّة (7) Syrian prison literature

2015-03-12

Literatura carcelaria Siria أدبيَّاتْ السجونْ السوريّة (7) Syrian prison literature

Prisión de Tadmor

La Prisión de Tadmor se encuentra en Tadmur en los desiertos del este de Siria a unos 200 kilómetros al noreste de Damasco (Tadmor o Tadmur es el nombre árabe de Palmira). Las estructuras fueron construidas originalmente como cuarteles militares de las fuerzas bajo el mandato francés. La Prisión de Tadmor ha sido conocida por sus duras condiciones, amplio abuso de los derechos humanos, la tortura y las ejecuciones sumarias.

Fue cerrada en 2001 pero reabierta en 2011 con 350 individuos arrestados por participar en diversos sucesos en el país

de Wikipedia

Siria: Tadmor, sinónimo del miedo

MÉXICO, D.F. (apro).- “Tadmor es sinónimo del miedo; es miedo a tal grado que no lo puedes imaginar a menos que estés ahí”, dice Bara Sarraj, quien fue preso político en Siria.

—¿Esa es la palabra que lo resume todo?

 
 
 

تحدّثنا في الجزء السادس، من هذه السلسلة، عن رواية عماد شيحة الذي قبع في سجون مافيا الاسد لمدّة ثلاثين عام وهي "موت مُشتهَى". وننتقل الآن للحديث عن تجربة المُعتقّلْ السابق البراء السرّاج  من خلال روايته "من تدمر إلى هارفارد". وأقوم بنقل الآتي:


سجن تدمرالعسكري في سورية: إرهاب دولة أم دولة إرهاب؟ البراء السراج، دكتور في علم المناعة، جامعة نورثوسترن، شيكاغو.


طوال خمس عشرة سنة, منذ إخلاء سبيلي من سجون حافظ الأسد, الرئيس السوري السابق, قمت بعدة محاولات لكتابة مذكراتي لكن لم أستطع. كانت محاولة الكتابة أشبه بالدخول ثانية في كابوس لذا أجد نفسي بعد عدة صفحات أتوقف وأمسح ماكتبته, ليس بعد الآن. الفظائع التي ترتكبها قوات بشار الأسد, الرئيس الجمهوري الوريث, ضد المتظاهرين المسالمين في المدن والقرى السورية والتي أشاهدها كل يوم على اليوتوب وقنوات التلفزيون لم تدع لي خيارا. التنديد بهذه الفظائع, قولا وعملا, هو واجب أخلاقي وإنساني. لأخذ فكرة عن الظروف التي يعيشها السوريون تحت الحكم العسكري منذ أن جاء في 8 آذار 1963 ولتفهم مطالب الحرية التي ينادي بها السوريون, إن كانت الحرية تحتاج لتوضيح, أحب أن أعبر عن رغبة حملتها منذ سنين.

كانت لي أمنية ان أرى سجن تدمر العسكري القابع في وسط الصحراء السورية قرب الآثار الرومانية الشهيرة. مع أنني دخلت ذلك السجن كسجين سياسي ضمن سجناء [عديمي] الرأي في الحادية والعشرين من عمري ومكثت فيه تسع سنين لكن ليس لدي تصور كاف عنه. كيف؟ دخلت سجن تدمر في ٦ حزيران ١٩٨٤ وخرجت منه في ٥ كانون الثاني ١٩٩٣ منقولا إلى سجن صيدنايا العسكري، لكن في كلتا الحالتين كنت مطمشا، عندما دخلت وعندما خرجت. وهذه "الطماشة" أو "الطميشة"، وهي قطعة القماش او الجلد التي توضع على العينين لمنع النظر, ستلازمني معظم سني تدمر عند الإنتقال عبر باحات السجن وأثناء النوم، نعم، أثناء النوم، لأن سقوط الطماشة وأنت نائم يعني الضرب المبرح وربما الموت، فالنوم ليس عذرا في تدمر.

حتى بعد إخلاء السبيل لم أجرؤ أن أذهب إلى تدمر ولو لإلقاء نظرة من الخارج على ذلك المكان المجهول. أمضيت سنوات أبحث عن صور للسجن على الانترنت وحصلت على عدد قليل أخذها بعض السياح من قلعة تاريخية تطل عن بعد. لن يخطر ببالي يوما أنني سأستطيع رؤيته من الجو ، شكرا لخدمة .Google Maps and Earth يتألف السجن من سبع باحات مزفتة، يحيط بكل باحة عدد من الغرف نسميها مهاجع مختلفة الاحجام عددها يزيد على الأربعين. لايوجد ترتيب لترقيم الباحات أو الغرف، وبعض المهاجع لها أسماء غريبة. فمثلا مهجع "جديد جديد" في الباحة الثالثة, اسم يتالف من كلمتين وليس خطأ كتابيا, أو مهجع "أبو الشوارب" في الباحة السادسة.

لايوجد في سجن تدمر أدنى مقومات الحياة. كل شيء ممنوع من الأقلام والورق الى إبر الخياطة إلى الكلام إلى فتح العيون إلى الوضوء والصلاة. كل لوازم الحياة فيه شحيحة من الماء الذي أحيانا كان علينا أن نمصه من البواري إلى الهواء (كانت الاختناقات الناجمة عن الحر والازدحام أمرا اعتياديا) إلى الصابون إلى الطعام واللباس. سئلت كثيرا عن تدمر وأجيب بأنه الخوف بكل مرادفاته: الرعب، الفزع، الهلع..اللغة لاتستطيع التعبير. الخوف شعور داخلي أن قلبك تحس به عضويا بين رجليك وليس في صدرك،  الخوف يتكون من شكل الوجوه والتفاتة الأعين كلما اقترب موعد حفلات التعذيب بمختلف تسمياتها: الاستقبال, التنفس، التفقد، الحلاقة، المحكمة، الحمامات، الخ.... أي فتحة باب من قبل الشرطة العسكرية تعني المصير المجهول من الضرب المبرح وإلى الموت. الخوف في تدمر له موسيقا تصويرية كأي فلم رعب. صرير الأبواب الحديدية الثقيلة الصدئة وهي تفتح وتغلق، هدير أقدام السجناء الحافية فوق الرمل المزفت كدقات طبول الحرب، صوت تلقيم البواريد الروسية من فوق الأسطحة المطلة على الباحات، صوت لسعات الكرابيج برتابة لامبالية، ثم صوت الصرخات التي يأتي صداها عبر النوافذ المرتفعة إلى حشود السجناء الصامتين المنتظرين. مجموع هذه الأصوات يتداخل كل يوم من الصباح وإلى المساء ليصوغ ماأسميته "سمفونية الرعب". وهذا الخوف بمرادفاته خاص بتدمر ولايشبه أي خوف آخر. إنه شعور مقترن بالمكان أو ربما باسم تدمر نفسه الذي يحمل الدمار بين طياته.

لاشك أيام التحقيق كانت قاسية  بالنسبة لي في فروع المخابرات في حماة ودمشق أوحتى صيدنايا فيما بعد.  لكن تدمر أمر مختلف تماما. إلى الآن لاأعرف كيف قذفوني مع أفراد دفعتي العشرين من طلاب الجامعات السورية من السيارة الى الأرض. هذا الاستقبال الحافل بالصفعات والركلات ولسع الكرابيج والشتائم سيصبح الحياة اليومية الرتيبة حتى بات حلما فيما بعد وقف التعذيب فقط وليس إخلاء السبيل. منظر الحيطان الصفراء وهم يسوقوننا عبر الباحات كأنك في رحلة عبر التاريخ إلى العصور الوسطى.آثار طلقات الرصاص وبقايا الدم المتجمد على الجدران الداخلية والسقوف لمهاجع 4, 13 و 15 كانت ذكرى مستمرة للمئات من السجناء الذين قتلوا في 27 حزيران 1980 على يد قوات أسد. مرت علي سنوات كنت أحس فيها أنني في العالم الاخر باستثناء لحظات سماع الأذان من مساجد البلدة القريبة. لاأزال أذكر أول يوم أخرجونا فيه ل'التفقد' وهو العد الإجباري للسجناء. الركل والرفس والعفس من كل حدب وصوب ثم العودة إلى المهجع تحت وابل من لسع الكرابيج. لاأزال أذكر نفسي وأنا أنظر بوجه محتقن لأصدقائي محاولا التقاط أنفاسي "ياشباب هيك بدنا نعيش؟". لم يخطر ببالي أن هذا هو الأول من آلاف قادمة من الأيام. الحمد لله أن حجب الغيب. لم يتركوا وسيلة للتعذيب أوالإهانة إلا واستخدموها في تدمر، وكانت صرخات الألم وحدّتها أو حتى توقفها الفجائي أو المتدرج ينبئ عن وسيلة الضرب بالكرباج أو بقضبان الحديد. مرت علينا أيام كنا إن رأينا الكرباج نستبشر لأنه أخف وطأة من الرفس ب"البسطار العسكري" أو الضرب بقضبان الحديد. صدقوني، الكرباج أخف. وحتى لو كنت تترنح من الألم، فعليك أن تؤدي التحية العسكرية بضرب الأرض برجلك اليمنى تعبيرا عن الامتنان.

مع مرور السنوات كانت تدمر بباحاتها السبعة تزداد عذابا وقسوة، أشبه ماتكون بجهنم مصغرة.  كل يوم يمضي وتبقى فيه حيا فقد كتب لك عمر جديد. تدمر كانت منعطفات موت إن نجوت من واحد خدشك الآخر. إن نجوت من الإعدامات الأسبوعية، لم تنج من موت الباحات. وإن نجوت من الموت أصابتك الكسور أو أمراض الجرب والسل وفقر الدم وسوء التغذية. كثير من أصدقائي المتشائمين كانوا يرددون: "تدمر: الداخل مفقود والخارج مولود" و "ولدنا هنا وسنموت هنا". ربما هذا صحيح لأكثر من أحد عشر ألفا أعدموا شنقا ومئات قتلوا في الباحات نتيجة التعذيب أو في المهاجع نتيجة المرض.

لازالت لدي أمنية: أن أدخل سجن تدمر ثانية، لا كسجين معاذ الله، لكن لأصور الباحات والمهاجع التي عشت فيها، لأتأمل، لأصلي، لأبكي إخوة لي ضحوا بحياتهم وصحتهم من أجلي وحموني بأجسادهم لأبقى حيا أخط هذه الكلمات. كثيرا ماكنا نتناقش فيما بيننا، من باب التفاؤل، ماذا سنفعل بسجن تدمر إن عادت سورية حرة ورحلت دكتاتورية الاسد. كان تصوري أن نجعل سجن تدمر متحفا للدكتاتورية في أروقته لوائح زجاجية أنيقة توثق بالأسماء وبالتواريخ حجم الجريمة التي ارتكبت في هذا المكان. أما زاوية الباحة السادسة حيث أعدم شنقا أحد عشر ألفا، على أقل تقديراتنا، من الشباب السوري المثقف فأتصورها مسجدا لتذكر أرواح أبطال الحرية الأوائل الذين قضوا دون أن يعلم بهم احد.

سجن التدمر العسكري حيث أعدم أكثر من أحد عشر ألفا من أفضل شباب سورية.
 
 
 
قد يهمكم الإطلاع على مواضيع ذات صلة
 
 
 

 

 
 
 
 
 
 
 
 

ليست هناك تعليقات: